سبتمبر 21, 2024

الممر الهندي الذي استبدل بيروت بحيفا بقلم المهندس فرنسوا زعتر أمين عام حزب الوطنيين الاحرار

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة العشرين عن البدء ببناء الممر الهندي الذي سيصل الهند بالامارات العربية المتحدة والسعودية مرورا بالاردن ومرفأ حيفا في فلسطين المحتلة ويكمل الى قبرص ومنها الى اوروبا.
المؤسف أن لبنان بات يقع خارج هذه الخارطة، رغم أن مرفأ بيروت هو أحد أقدم المرافئ تاريخياً وقد استحق، عن جدارة لقرون، صفته كبوابة عبور بين الشرق والغرب، ورغم أنه يتمتع بمواصفات لا مثيل لها في الشرق الاوسط والعالم العربي.
ازاء هذا الواقع لا بد من التوقف عند جملة ملاحظات ومنها:
-ليس من قبيل الصدفة تفجير مرفأ بيروت بفترة وجيزة قبل الاعلان عن الممر الهندي، وكذلك  منع التحقيق من الكشف عن كامل ملابساته وهوية المتورطين فيه من كلا الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
-وليس من قبيل الصدفة ترسيم الحدود مع اسرائيل والاعتراف بسيادتها وحدودها واعطائها جزءًا من ثروتنا النفطية، ضمن اتفاقية عار سرية جرى ابقاء قسم كبير من بنودها طيّ الكتمان.
-وليس من قبيل الصدفة انشاء المطار الجنوبي من قبل ايران وحزبها لزوم طائراتها المسيرة وقد رفعت عليه علمها، وذلك التزاماً بالخطوط الحمر التي فرضها “العدو الغالي” عليها، بحيث يقتصر عمل هذه المسيرات على حماية المنشآت والمصالح النفطية دون ان يتعداها الى أي خطر هجومي او دفاعي بحق اسرائيل ومصالحها.
-وليس من قبيل الصدفة تزكية الصراعات الدموية الطاحنة بين الفلسطينيين في هذا الوقت.
الخلاصة أن العراق وسوريا ولبنان الذين هم فريسة الدمار والخراب والجوع والذلّ تحت مسميات وذرائع العزة والكرامة الواهية، انما اضحوا عملياً خارج خارطة هذا الممر وخارج الحضارة ومعهم اليمن السعيد، وذلك على يد اولئك الزاحفين وهماً ونفاقاً نحو القدس، والذين دمروا وطنهم وأذلّوا شعبهم خدمة لعدو اعترفوا به وتنازلوا له عن ثرواتنا وهم يسعون الى الاجهاز على القضية الفلسطينية تنفيذاً لرغباته.